زبيدة بولعيش: اللوحة تكريم للتراثي والحضاري والوجداني-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

زبيدة بولعيش: اللوحة تكريم للتراثي والحضاري والوجداني

تعتبر الفنانة التشكيلية المغربية زبيدة بولعيش من الفنانات التشكيليات الواعدات والمتألقات، الآتية إلى عالم الفن التشكيلي، عبر أجنحة فنية إبداعية ممتعة حلقت بها بعيدا، حيث حملت المتلقي عبر سفرها الجميل إلى عوالم مبهرة للغاية، زينتها بألوان زاهية، ورصعتها بزوايا إبداعية أثيرية، وقدمتها للمتلقي في أبهى الحلل.
إن التجربة التشكيلية لبولعيش، ذات الحس الفني المرهف، والتي سبقت أن أقامت مؤخرا معرضا خاصة بها برواق النادرة بالرباط، شكلت إحدى التجارب التشكيلية النسائية المؤثرة بعملها الرقيق، وذات معنى، وتحمل مشروعا حداثيا، يحتفي في العمق بكل ما له علاقة بالهوية والتاريخ والمجتمع والحضارة والوجدان.
إنها أعمال فنية، تنثر من خلال ريش سفرها الحالم أطياف لؤلؤ ومرجان، وعبير تراث أندلسي لا يمل من أنفاسه الخاطر، إنها أعمال تحتفي بالمرأة كنصفنا الثاني بما فيه من حلاوة ومرارة، وتكرم في الأساس كل ما هو أصيل وجميل.
في هذا السياق، كشفت الفنانة بولعيش في تصريح بالمناسبة، أنها مقبلة على تنظيم معرض جديد برواق المسرح الوطني محمد الخامس بالرباط، خلال شهر نونبر المقبل، وذلك من اجل عرض جديدها الفني، ولقاء جمهورها، كشكل من أشكال التواصل والحوار بين اللوحة كإبداع والآخر بشكل عام.
وحول طقوسها في رسم اللوحة، قالت بولعيش أنها ترسم لوحتها بطريقة تلقائية، بعد أن تختار الموضوع، أو تيمة العمل، وهي تيمات تتوزع وتكرم التراثي والحضاري، والوجداني والإنساني والمجتمعي، بطريقة حالة وتجريدية وسريالية في بعض الأحيان، وهو ما يعطي لتجربتها نوعا من الوعي، والخصوصية والتنوع الجميل.
ولفتت بولعيش إلى القيمة الاعتبارية للفنان التشكيلي عبد الرحيم جواد، الذي قدم خدمات فضلى من أجل صقل موهبتها، وذلك عبر دورات تكوينية، استفادت منها بشكل كبير، وساهمت في تقوية مداركها الفنية، وإبداع فيض من الأعمال، التي تبرز خصوصية الفنانة وبصمتها، ورؤيتها الخاصة لنفسها وللعالم والموجودات.
كما أشارت إلى انه يروقها جدا الرسم بكل حرية وبلا قيود او خلفيات، وهي تستقي أعمالها من وحي الخيال، وذلك في أجواء موسيقية هادئة ما يمكنها من التركيز على اللوحة بشكل كبير. اما عن مواكبة النقد للإبداع التشكيلي فقد أكدت أن الفن التشكيلي ما يزال في حاجة إلى نقد حقيقي وبناء، قادر على خلخلة ذاكرة الممارسة الإبداعية نحو الأحسن، وكشف عوالمه بطريقة أكاديمية واحترافية، داعية في نفس الوقت إلى تمكين الفنانين التشكيلين من الدعم الكافي والمناسب، فضلا عن توفير قاعات العروض، وذلك من اجل إثراء الحقل التشكيلي الذي يتوفر على كفاءات وأسماء بارزة أكدت حضورها في الكثير من المناسبات الوطنية والدولية، رسمت بالهادئ البنفسجي سحر هذا المغرب الجميل، في علاقته بالعالم، بثقافته وحضارته وتراثه، ووجدانه، وتاريخه، وطبيعته، وهويته، التي ترسخ لقيم الحوار والتسامح والتعايش الكوني والإنساني.



 
  طنجة الأدبية (2016-08-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

زبيدة بولعيش: اللوحة تكريم للتراثي والحضاري والوجداني-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia